لِزَهرَةِ الكَرزِ البَيضَاء الغافيَّةِ على شُرفَةِ البيتِ القَديمْ ،للسُنونو المُشاغَبِ الذي يَسرِقُهَا ثَمرَةً ما إنْ تَنضُجْ !لِبدايَاتِ الرَبيعِ المُتأخِرَةِ، و الخَريفِ السَريعْ اعتادَ أن يمضِي بِبَصمتهِ و توقيعهِ الفَريدِ على بَتلاتِ الوَردِ ،و كاَنتْ قَد امتَهنَت تَصفيفَ الشيكاتِ فِي باقَتِها بعدَ كُلِّ مَوسِمْ ! نظرةٌ واحِدَةٌ كَانت كَفيلةً بأن يَعلمَ خبايا قَلبِها ، لَمْ يَكن لِزامَاً عليهِ أن يَنفُضَ الغُبارَ عن حُجُراتِهِ ، اكتفَى بوضعِ يدهِ على قَلبهِ بعدَ التَلويحِ بإصبعهِ بإشارَةٍ مُبهمَةٍ.. لَمْ تَفهَمها ، مالَت بِرأسِهَا كَعلامَةِ استفهامٍ رَقيقَةٍ ، رَسمَ ابتسامةً واثِقَةً ، ثمَ قالَ لهَا .. " لديَّ رَصيدُ سَعادَةٍ لا محدودْ " .. ردَّت بعلامَةِ استفهامٍ ، حيث مالت برأسها للناحيَّةِ الأُخرى ، و سَرَحَتْ .. تُحصِيْ مِقدار السعادَةِ فِي حِسابَها ، وهِيَ التي خَرجَتْ بالكَادِ من مَديونيَتها السابِقَةِ ، بِعَجزٍ ناحيَةِ القَلبْ . نَظرَةٌ أخرَى ، أطوَلُ من تِلكَ التي ذُكِرَت فِي السَطرِ الأوَل ، أرفَقَها بتَمتَمَةٍ غيرِ مَسموعَةٍ ، لتَتَأهَبَ بِحَواسِهَا الخَمْس .. رَفعَتْ رأسَهَا دُونَ أن تَميلَ ، بادَلتهُ النَظر ، و أخيراً .. ابتَسَمتْ ! ، فقال : " ابتسامَتكِ لا مَحْدُودة ! "
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-620-3-91289-0 |
ISBN-10: |
6203912891 |
EAN: |
9786203912890 |
Langue du Livre: |
Arabic |
de (auteur) : |
ريم الكيالي |
Nombre de pages: |
88 |
Publié le: |
13.03.2023 |
Catégorie: |
Autres |