ربّما...

وأنا غارق في كل تلك الأفكار التي تنهش عقلي أحسست بشيء ارتطم بصدري ودخل في ضلوعي بل إنني أحس به يضرب قلبي، ربما أصبت بنوبة بسبب شدة التفكير. لا، لا أظن ذلك فأنا لازلت واقفا على قدمي بكل شموخ. فتحت عيني كما لو كنت داخل سبات عميق وابتعدت قليلا محاولا استيعاب الموقف.جاءني صوت رقيق ناعم يقول"آسفة، لقد كنت مسرعة نحو الدرس ولم أنظر أمامي."كنت أنظر اليها منبهرا بكل ذلك الجمال الذي وهبه الله إياها. فهي قصيرة القامة، متوسطة الحجم، لها شعر أسود كالليل وعينان واسعتان وقد خفضت عيناها الى الأسفل واحمرت وجنتاها من شدة الخجل فأصبحت كالنار المتقدة. وعندما لم تسمع أي رد رفعت عينيها بتردد وصوبتها نحو عيني. أظن أننا قد بقينا على ذلك الحال دقيقة أو ساعة أو ربما دهرا لا أذكر، وفجأة اتسعت عيناها كأنما تذكرت شيئا كان قد محي من ذاكرتها تماما وقالت" معذرة علي الذهاب الآن فقد تأخرت كثيرا عن الدرس."ما ان ابتعدت قليلا حتى شعرت كما لو أنها قد انتزعت جزءا مني معها، ناديتها بسرعة كأنما خفت ذهابها، استدارت فقلت محتجا" لم تخبريني باسمك."ابتسمت ابتسامة سرقت بها ما بقي من عقلي وقالت" رهام، اسمي رهام."