عائد من الجحيم

كانت تلك المحطة مرعبة، بداية مأساة عاشها غيلاس، وقبلها كانت الصفحات بيضاء، فارغة، ولأجل إظهار الحقيقة المرة، قرر القلم كتابة الأحداث، وبشكل صحيح كفقرات لرواية عائد من الجحيم.. حكاية حبلى، وفي شهرها الثامن وضعت مولودا، أسمته الضرورة صيفا أحمر.. تجلت البداية في كابوس أرعب غيلاس ليلة الاثنين، تلتها الأحداث المأسوية التي عاشها بمرارة.. علم أن لا شيء يمكن أن يجعل الحياة على تلك التلال المحترقة سعيدة.وصل غيلاس برفقة والدته وصديقه على مقربة أنقاض منزلهم، دمرته الحرائق، شهد هول الكارثة فأصيب بصعوبة في التنفس.. عندما أوقف كوسيلا السيارة بدأت خدوجة بالبكاء في صمت، كانت تعيش بين أنقاض منزل بلا سقف، فكسر قلب ابنها غيلاس.. فجأة ظهرت الجدة خوخة عائدة من بستان تفحمت أشجاره، كان يحرسه ابنها الراحل.. ركضت خوخة وعانقت حفيدها بفرحة ممزوجة بالبكاء، لم يكن يسألها غيلاس عما إذا كانت دموعها فرحة أو حزنا لرؤيته في تلك الحالة، ولم يمض وقت طويل حتى سمع عمه عيسى النبأ.. انتشر خبر عودته بسرعة.. كان الجميع سعداء بعودته.. سارع عيسى ابنته ثيللي لرؤية -غيلاس- العائد من الجحيم، عانق الجميع وابتهج لفرحتهم، ثم بكى لدموعهم.. وفي الأخير وقف مستقيما، كسهم في حلق الشيطان.. نظر إلى الغابات التي دمرتها نيران الصيف الأحمر وطأطأ رأس قائلا: - فليعلم الشيطان وخدامه الذين كانوا في الحلم الملعون.. سنبقى دائماً مخلصين لهذه الأرض