اعترف أنّني مختلف، وبشهادة الآخرين؛ سواء الأقارب أو الأصحاب ممّن عرفوني معرفة وطيدة. أختلف عنهم في كثير من الأشياء. وكان سبب هذا الاختلاف عقدة بسيطة، لكنّها لوّثت صورتي ودمّرتْ حياتي. فلا أراني إلاّ خائفا، أو ضعيفا أفرّ من المواجهة. ومن شدّة خوفي وضعفي، لم أشكُ يوما محنتي لأحد، ولا حتّى للّذين كنتُ أزورهم رغبة في حصولي على مهدّئات، أو بالأحرى مغيّبات، تجنّبني ذلك الاحمرار الذّميم، الذي مافتيء يخنقني، ويهينني أمام النّاس، فأتصبّب عرقا من دون أي سبب. ووجدتُ في الخمر رباطة جأشي وضالّتي المنشودة، فأسرفتُ فيه. فدنّس صورتي، وحطّ من قدري وقيمتي، فغدوتُ عربيدا حقيرًا وتافهًا بين النّاس.وفي الأخير عرفتُ عدوّي؛ هذا الذي حرمني من كل شيء؛ حرمني من لذّة العيش وطيب الحياة، حرمني، وحرم الآخرين منّي.عرفتُ عدوّي، لكن بعد ماذا؟بعد فوات الأوان
Détails du livre: |
|
ISBN-13: |
978-620-3-91311-8 |
ISBN-10: |
6203913111 |
EAN: |
9786203913118 |
Langue du Livre: |
Arabic |
de (auteur) : |
رشيد (فوزي) مصباح |
Nombre de pages: |
72 |
Publié le: |
24.07.2023 |
Catégorie: |
Autres |