الجسر

ربما يكون من المفيد تسليط الأضواء على أهم مرحلة من مراحل حياتنا بإسلوب روائي يجمع بين السيرة الذاتية لشخص ما وبين التحولات الإجتماعية التي تطرأ على مجتمعه وفقاً لحركة التاريخ ومتغيراته، والربط بينهما بإسلوب أدبي خال من الإسقاطات المباشرة التي قد تفرضها ضرورات هذا النوع من الإعمال الأدبية. هكذا ولدت هذه الفكرة ونشأت داخل نسيج درامي يصور معاناة الإنسان العراقي، فجاء الجزء الأول مصوراً للحياة في فترة الحكم الملكي في العراق وما قبلها وصولاً إلى الستينيات من القرن الماضي. ربما يظن البعض أن أي حدث قد يطرأ هو وليد ظرف زمني دون سواه، لكننا إذا حاولنا الغوص في أعماق مجتمعنا، فإنا سنجد أن كل حدث يرتبط بما سبقه، وكل مرحلة تربط بما قبلها في هذه الرواية. مع ذلك فهي ليست رواية تاريخية مجردة لأنها تعتمد أولاً وأخيراً على تصوير حياة شخصيات بسيطة عاشت بيننا وعشنا معها وهي تعتمد أيضاً على خلق حالة من التوازن بين الماضي والحاضر وبين ذكريات الوطن وتساؤلات الأغتراب بكل جرأة وصدق ووضوح، ولعلني أكون مصيباً إذا قلت أن أسلوب كتابة الرواية الحديثة قد أعطاني الحرية نسبياً في إستخدام لغة تصويرية قد تتقارب وتتباعد وفقاً لتسلسل الأحداث وتطورها اللاحق، من أجل أن تصور هذه الرواية شخصيات كانت قد مرت علينا وبقيت في ذاكرتنا حيث عاشت بيننا ثم رحلت، لكنها ظلت منسية فترة طويلة من الزمان