قصص في شنطة سفر

كان لصراع الذكريات, التي لا تمحي, أثرا في استعادة مواقف بعينها من الماضي إلي الحاضر ورسم شخصيات من دم ولحم بالقلم فلم يكن هناك خيارا آخرا سوي أن يستعيد الماضي مكانته ويحكم عليها سيطرته. تلك المكانة التي ما باتت وأن أصبحت بين ليلة وضحاها مستعمرة محتلة بالكامل, واقعة في قبضة الماضي, محاطة من جميع الجهات بكل ما يملك من ذكريات مزعجة ومؤلمة, صور ومشاهد لا تنسي, أخطاء لا تغتفر وشخصيات لم نحكم إغلاق الباب فور مغادرتها قلوبنا. فقررت كتابة وتدوين مشاهد تلك المعركة, التي تحررت فيها الذاكرة بأعجوبة من ثنايا الماضي, في عمل أدبي يمكن تصنيفه أنه شكلا من أشكال الكتابة الذاتية, عمدت إلي ربط الأحداث ببعضها للحفاظ علي النسيج التسلسلي للعمل, عرضت الفكرة بحيادية عن طريق الاعتراف واجتهدت في استعادة البعد الزمني, الاجتماعي والنفسي لينتج في النهاية عن هذا المجهود عملا يصور مرحلة حياتية بعينها... يمثلني أنا شخصيا. كان هدفي التعمق في تقصي دواعي أحداث تلك المرحلة والنظر إليها من عدة جوانب لتكتسب في النهاية قيمتها الإنسانية الخاصة جدا عندي. تعمدت أن أشير إلي نفس الأماكن ليتحقق للعمل الارتباط بالمكان والزمان وحافظت علي تسلسل الفكرة وعرض ما يتخللها من صراعات نفسية أو اجتماعية وما يكتنفها من أزمات وصعوبات ولكن في إطار درامي شيق ينتهي إلي فكرة معينة أردت الإشارة إليها كحكمة يمكن استخلاصها من كل قصة ودرس لا ينسي