لواعج الحنين

تدور أحداث هذه الرواية، في إحدى قصور الجنوب الغربي الجزائري المتاخمة لوادي الساورة؛ بطلها أحد أبنائها الذي ولد غداة استقلال الجزائر في عائلة معوزة، شأنها شأن كل عوائل القصر. ترافق الرواية في جزئها الأوّل عناية الله منذ ولادته إلى غاية استدعائه لأداء الخدمة الوطنية. تسرد الرواية الأحداث التي عايشها عناية الله بحلوها ومرّها، وأبرزها تلك المتعلقة بولادته، التي كانت لا تخلو من عنصر التشويق، والمفاجئات؛ ثمّ تليها تلك التي عرفت ككل الأطفال في القصر بعض الحوادث التي كادت تودي بحياته، فالمحطة التي أُجبر فيها، في سن مبكرة، على ترك قريته، وأهله، غرض الدراسة والتكوين، ممّا سبب له الكثير من المآسي والمعاناة، وأجج فيه لهيب الشوق، ولواعج الحنين، الأمر الذي أسهم لا محالة، في تشكيل، وتكوين شخصيته، وأعانه على بلورة نقاط القوّة، والتغلب على نقاط الضعف فيها، وكانت تشوب كلّ محطّة من حياته العديد من العوائق، والمثبطات؛ التي كانت تلقي به في دوامات، ومتاهات لا يعلم مداها إلاّ الله، والتي كادت في بعض الأحيان أن تفتك به؛ بيد أنّ إرادة الله وعنايته، كانت تقف إلى جانبه في كلّ مرة، وتنقده من براثن الموت والضياع.