سمفونية الزودياك

كل شيء يبدأ لحظة إقصاء "عليوة" الفتى الطموح من التعليم كأيّ طفل مشاغب انتقاماً من أبيه الذي اتهم باطلاً بضلوعه في عمل ارهابي.. إلى دخوله عالماً متوحشاً من الازدراء والدونيةّ، حيث عمل حمالاً في أسواق الجملة بالعاصمة – الجزائر-، إلى موت أبيه الذي قسم ظهره إلى نصفين في وقت مبكر. حاول الشاب المراهق تحمل المسؤولية فعمل جاهدا ليشتري تذكرة ركوب قارب الموت، المغامرة التي ستغيّر حياته البائسة فيبنيَ مستقبله الذي بدى غامضاً في بلاد تعج بالإرهاب والفوضى.. لكن القارب الذي تطلّع من خلاله ليقطع البحر فيحظى بالعيش الكريم على أرض أوروبا، خذله وكاد يجعله طعاماً لحيتان البحر إذ لعبةً بين الأمواج العاتية التي كانت تضربه بلفحاتها الممزوجة بالملح وببعض ما تبقى من جدران القارب الذي أصبح أشلاء خلال لحظات.. في فترة الموت تلك، تلاشى وهو يرى الموت يأخذ معظم رفقاء دربه، ارتد ذليلاً إلى قريته البائسة التي لم تسع أحلامه الجامحة. لكن همّته بقيت تتّقد يوم بعد آخر لتدفعه كي يجرّب الهجرة مرة ثانية، لكن بطريقة شرعية هذه المرة.. "ماليزيا"، هي البلاد الحلم بالنسبة إليه.. فيها أكمل تعليمه الجامعي والتحق بأكبر المعاهد ليصبح أستاذا خلال بضع سنين.. فيها أيضاً تعرف على حبيبته البوسنية .التي أرته طريق التفوق والصلاح بعدما كاد يتيه في مغريات الحضارة الزائفة اكتمل المشهد بعد بضع سنوات.. بمرارتها التي غصّت بها معظم المحطات