مدينة السنديان

لست أدري... من هو الأحق بالذكر قبل الآخر،ولامن هو الأسبق للتَصريح به خارج أسطر قليلة متواضعة ،انبثقت من العمق ، بسذاجة حبر لا يتقن كبت المواجع، وتجميد الكلمات المتراصة بالذَهن على شكل فوضى عارمة، تهجم تارة على الورق بوحشية، وتارة أخرى تتكدَس على الرأس كقبعة حديدية ثقيلة لا يمكن نزعها، وفي نفس الوقت لا يمكن ادخالها مقبرة الكلمات، فتبقى محجوزة إلى أن تتلاشى بقدوم جيش أفكار جديد. فكلكَم أيَها الملهمون تستحقون التبجيل كلَ التبجيل . فلولا قدرتكم على التأثير لما تأثرت بكم ،ولولا اعطائكم لي فرصة السبَاحة داخلكم ، لما فاض كأسي كلمات . كلكَم بما فيها أنتم ، أيَها الذين لاتعرفون أنكم دخلتم ورقي، كألوان متتابعة في صفحة بيضاء، تستحقون دخول التاريخ بأوسع أبوابه، ولو في صورة وهمية من خيالي. اعذروني...اعذروني...لست شجاعة كفاية ،لأخبركم أننيَ عشت بكم ذات حرف، ذات كلمة، ذات سطر، ذات جملة، ذات فكرة، ذات معنى، ذات شعر. اعذروني لأنني تجوَلت فيكم خلسة لحظة صدق. ملهميَ الأحباء ، الذين تعرفونني وأعرفكم ،الذين أعرفكم حقا ولا تعرفونني، والذين سمعت بكم ولم تسمعوا بي ، والَذين لا أعرفكم ولا تعرفونني .. أشكركم جميعا على الهامكم لي في الصمت و في الجهر .فبفظلكم مازلت أحيا كفراشة بين الزهورفي حقول الكلمات.