القاهرة بالابيض والاسود

قاهرة الشرق .. لا حد لروعتها ، وما إستطاع الزمان أن يطمس طابعها وجلالها ، وكم بهرت من رحالة ومغامرين وأدباء وشعراء ومؤرخين ورسامين ومصورين ، بما حبتها الطبيعية ، وما أضفاه عليها التاريخ من عراقة، وما إرتفع على أرضها من آيات الفن .. مدينة يسكنها التاريخ ، شوارعها حكايات ، وبيوتها وسراياتها ومساجدها مشربيات على تاريخ حافل .. مثير . وللقاهرة فى نفوس المصريين خاصة وعشاقها من الاجانب والعرب عامة، إيقاع شجى ونغم يحمل فى طياته شتى أنواع الألم والحسرة على ماض جميل يكاد يندثر .. وبعض الزمان يتعلق بأحجار المبانى ، وكل حجر يحمل بصمات فنان .. أسوار، أبراج، بوابات ، مساجد ومآذن وابراج كنائس تطاول السماء فى إيحاء عميق .. وأخرى تتراءى كأطياف من بعيد .. وأسيلة، وحمامات، ووكالات، وحدائق ، وواجهات بيوت وقصور .. ديكورات لمشاهد صنعت التاريخ .. بين دفئ وروائح التوابل والعطور وثراء الفنون الحرفية وتنوعها عبر الاجيال وعتاقة الزمان وألفة الوجوه والأشياء ! ومما لا شك فيه أن القاهرة عاشت فى عصر إسماعيل باشا ، فترة من أجمل وأرقى فترات حياتها ، بمن اجتمع فيها من ملوك العالم وعظمائه وبما شهدته من احتفالات العز والفخامة ، وبما بلغته فى ذلك العصر من الشهرة العالمية ما لم تبلغه فى أى من عصورها الزاهرة السابقة !