حكاية الأسطوانة

غاضبة أنا مني لأني ظننت ،حتى آمنت، أنه في كل أرض يوجد الحب.. وفي كل قلب يولد الحب, وأني أستطيع أن أتمنى حتى أحلم.. غاضبة أنا مني لأني آمنت بقدسية الإنسان.. وأننا كلنا سواء.. غاضبة أنا مني حتى النخاع.. لأني لا أبيع ما يشترى ولا اشتري ما يباع....... فكرت أن أرحل... لكن إلى أين ؟ فكرت في ذاك الكوخ المنعزل وسط الصخور, لا سقف ولا باب له.. أفترشُني فيه بدون غطاء وأتقاسم مع الريح أفكاري, ومع الليل أسراري دون أن أخشى خيانتهما..... أنجو بمفردي من الواقع.. واتركني أتبخر مع الهذيان... أَنْصَتُّ كثيرا لكل الأصوات حتى مزقت صمتي... وصوتي لم يسمعه أحد... بوصلتي أصيبت بالجنون فصار شرقها غربها وشمالها جنوبا. أحببت عالمي حتى آخر حبة تراب فيه... وهو لم يعرف كيف يحبني... تراءيت له –فجأة- كأشواك عليه أن يهاب الاقتراب منها.. وفي لحظة أيقنت أني لم اعد أخاف حتى من طعنات الظهر التي لا نراها... فلم تعد الخدود تحمر... ولا القلب يرق ولا العقل يفكر واللسان اختار أن يكون شيطانا اخرسا....!! كل مخطوطات النواميس أتلفت … حين سن الوصوليون أن الغربال يحجب الشمس...... هاج اليم... وجاء الطوفان!!!!.....................