رسائل أموات الحياة

المواقف السلبية تخلق شيئاً بنا ، لا يظهرُ عادةً فور وقوعها لكنّهُ يظهر عند انهيارنا ، هذه القصص عبارة عن مقتطفات حياتية لشخصياتٍ وهمية ابتكرها شخصٌ واحدٌ محاولاً إيصال كُلِّ المشاعر السلبية التي شعر بها في يومٍ من الأيام ولم يستطع البوح بها لإنسان ولأنها ستبقى ذكرى مؤلمة لديه جزأها ومزجها بالكلمات وجسدها لتبدو أحداثاً متوقعة في نظر البعض أما في نظره فهي حقائق ثابتة لا مخرج منها إلا الاستسلام عن كلّ ما يقوم به ولكن الإنسان أقوى من ذلك المذكور هنا بكثير أي أنه يستطيع تحمل كلّ المشاعر السلبية بمفرده وتجاوزها بإيمانه ولأن هذه تبقى قصصاً نستطيع القول أن المشاعر التي حملها الكاتب كانت مجموع كل ما شعرت به الشخصيات هنا وقد استطاع تجاوزها،يصف لنا الكاتب في كُلِّ قصّة شعوراً سلبياً يكون طبعُهُ هو الغالب فيها ، والرسائل الاخيرة كانت نتاجاً لهذا الشعور ، احياناً يزداد الأسى عن حدّه مُكبّلاً كُلّ الحلول ، حيث أن أول مُشكلةٍ تُحل يأتي معها مشكلتين جديدتين ، ومن تراكم الأسى يُدركُ الإنسانُ اليأس ، ولأن الإنسان تعب من حلّ المشاكل يجد أن الهروب إلى الجحيم مريحٌ أكثر، واحياناً نشتاق لشخص، كبريائنا يمنعنا من الاعتراف بذلك له، هذا طبيعي بعد الفراق ، ولهذا نكتب رسائل شوقنا لشخصيات من مخيلتنا ونكتب رد فعلهم المخيب لآمالنا ، نظلمهم بتوقعنا لرد فعلهم الذي تخيلناه عنهم ، ولكن يبقى أفضل من أن يكون واقعاً