رواية مـــــــام

فتحت عيناها فجأة وتجمدت في مكانها، تنظر حولها بخوف محدق، ظلت على هذه الحال برهة من الزمن، كان عقلها مذهولاً وجبينها يتفصَّد عرقًا وجسمها يرتجف... ظلت حائرة هل ما سمعته كان حلم أم حقيقة، إذ أنها كانت واعية بكل ما حولها وفجأة تناهى إلى مسامعها كلام أسود، وأحاطتها هالة من اللاوعي ابتلعتها بداخلها... أو بداخل تلك الكلمات التي رجّت في أذنها وكأنها همس، ولكن من ذا الذي همس لها بهذا الكلام وأي كلام... سيطر الخوف عليها ولم تعد تعي هل كان ذلك حلم أم حقيقة...؟ هل هو من الشيطان أم هو إنس أو جان...؟ احتارت ولم تدري مادا تفعل؟لم تكن تعلم ما يخبئه القدر لها من مفاجآت، إلا أنها كانت تدعو الله دومًا أن يمدها بالقوة والكثير من الإيمان حتى تستطيع مجابهة الحياة ومصاعبها، مسؤولية تربية أختها لم تكن بالأمر الهيِّن خاصة في وجود زوجة أب متسلطة متعجرفة تعرف كيف تُؤكل الكتف، وبالرغم من كل هذا كانت تعتز بوجود أبٍ حنون يرى في ابنتيّه أعز ما يملك، نظرته الحانية إليهما تبعث فيها الحياة وتقوي عزيمتها كلما خَبَتْ.