دموع على ضفاف نهر بردى الحزين

لست زعيما سياسيا كبيرا، ولا قائدا ميدانيا مجاهدا دوخ الأعداء، ولا مصلحا دينيا أو اجتماعيا متميزا، ولا دبلوماسيا أو وزيرا أو رئيس حكومة.. لتكون لي مذكرات ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، ولا كاتبا عبقريا أو أديبا أو روائيا مشهورا.. ومع كل هذا التصنيف والترتيب الاعتباري.. فأنا لا أستصغر تجربتي ولا أحتقرها البتة، ولا أُصغِّرُ من شأني ومن شأن ما جربته وشهدته وخبرته وكتبته، لأن الحكم الأول والأخير يقع على عاتق قارىء هذه المذكرات.. ولكني ما أعرفه عن نفسي أنني رجل أكاديمي وجامعي ومثقف وكاتب من عامة الكتاب والأدباء والمثقفين العرب، تعلمت كما تعلم أبناء جيلي من ثقافة الأسرة الكبيرة: الجدة والجد والأم والأب والعم والعمة والخال والخالة.. ومن كبار الحي، ومن الكتاب والقراءة ومن الاستماع والأخذ عن الشيخ والمعلم والمدرسة والجامع والمركز الثقافي والمسرح والكشافة والتطوع والعمل الخيري والجمعي..وما أود الإشارة إليه والتنبيه عليه، هو: أنني لو ولدت مثل غيري في قرية جزائرية صغيرة ثم تعلمت وانتقلت إلى عاصمة الولاية كما حصل للكثير من أبناء جيلي وبقيت في عاصمة الولاية أتصور الدنيا كلها وكأنها تبسة أو باتنة.. ثم آتي فأكتب كليمة تحت عنوان (يوميات عائد من القاهرة، أو دمشق، أو تونس، أو من باريس..) أو نحوها، أو قد لا أكتب البتة شيئا، لأنني لا أملك شيئا وتجربة أكتبها، وأعتز وأرفع راسي بتقديمها للقراء. وأتساءل الآن..