اللّاقصيدة و الضوء

هذه مقالات جُمعت من شتات الزّمن والمكان وهي مع اختلاف سياقات نشرها في المجلاّت الثقافيّة تشترك في الجوهر و المسار .. في البدء ، كانت هذه الدّراسات ومضة في الأفق ، قافيةً أثر كلّ تجديد في الشّعرية العربية المعاصرة ، لا تخشى أن تلقى حصاً في سواكن الموروث تهزّ ثوابته وتفتح أبوابا على السؤال .وقد جاءت منقسمة إلى أقسام ثلاثة ، أمّا القسم الأوّل منها بحوثا تحليليّة أسلوبيّة لتجارب شعريّة مغربيّة ومشرقيّة متميّزة في سياق تجربتها وفي تطوّر ممارستها الإبداعيّة ، تكشف كنهها وتفصّل القول في ديدنها بحثا عن سرّ الجميل فيها وموطن الطريف والجديد .أمّا القسم الثّاني فهو مقالات تنظيريّة لمسائل شعريّة ، قد تبدو صادمة ، لكنّها مسار طبيعيّ للتطوّر الإبداعي والثقافي في وطننا العربي ، ولا بدّ للحداثة الأدبيّة أن لا تهاب أحراش المواضيع لتخرج من نفق الرّكود والظّلام إلى المطلق و الضّوء .أمّا القسم الثّالث فهو مقالات تعقيبيّة على مقالات أخرى ، فهو في باب السّجال المعرفي النّقدي الذي بدأته مجلّة الجديد اللندنية كمشروع ثقافي رائد يعاضد فيه النّاقدُ الشّاعرَ في التّجربة الإبداعيّة ويكون الحوار فيها لبنة أساسيّة في شعريّة مغايرة . لم تُرتّب المقالات في نشرها وفق هذه الأقسام الثلاثة بل سارت في نهرها هائمة .. نحو القصيدة والضّوء