الذاكرة السرمدية

هذه بعض الوقفات من خلد الذاكرة كما هي، رسمتها بتعابير صادقة، أظنها زاخرة بالخيالية والرمزية تارة، والوجيهة الصريحة تارة أخرى، لم أرد لها التجلي بسردية المذكرة أو السيرة الذاتية، التي تنحصر في ذكر المحاسن، والإنجازات والنجاحات، أو كل ما هو إيجابي، بل عكس ذاك كله، من جمالية خواطر الذاكرة، سردها مادة خام، ليس فقط لمجرد توثيق حياة جيل في حقبة زمنية ما، بل هي كمن يناول القارئ منظارا صافي العدسات، يٌحملق به في واقع وشاعرية الكاتب، فيكون ما يكتبه تحت رحمة الديناميكية النقدية بحيادية بحتة، فيصفها البعض بالذاكرة السلبية المشمئزة، وله دلالاته ومبرراته، والبعض الآخر ربما يراها بالإيجابية الأصيلة، لكن محدداتها المناسباتية في غير ظروفها المكانية والزمانية، ففي كل الأحوال، الكاتب ابن زمانه وبيئته، بينما مواقفه وآراؤه تتغير وتتطور بتطور المفاهيم والأفكار عبر الأزمنة، تجعله قد يتأقلم تارة، وقد يتحفّظ تارة أخرى، بتعابير فنية.